في هذه الحياة التي يعمها الخوف والقلق، يبحث الكثير ليلًا نهارًا عن مفهوم الأمن والأمان، ونعمة الأمن والأمان، ومقهوم الأمن في دولة الإسلام، كما يهتم الكثير ويبحثون عن خطبة عن الامن فى يوم الجمعة ، ولهذا نتطرق اليوم لـ نعمة الامن في الاسلام، و خطبة عن الامن، و خطبة عن الامن والامان.
نعمة الامن في الاسلام | نعمة الامن والامان
لقد اعتبر الإسلام نعمة الأمن من أعظم نعم الله تعالى على الناس، لهذا اهتم بالمحافظة عليها غاية الاهتمام، فهذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينهى عن كل ما يخل بنعمة الأمن، مهما كان الأمر صغيرًا، وروى البيهقي عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: «مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً لَمْ يُؤَمِّنِ اللهُ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وروى الطبراني في الكببر عن سليمان بن صرد، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُرَوِّعَنَّ مُسْلِماً»، وروى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِماً»، وروى البَزَّارُ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلاً أَخَذَ نَعْلَ رَجُلٍ فَرَوَّعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ».
فنعم الله على الخلق كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأعظم النعم بعد الإيمان بالله عز وجل نعمة الأمن، فالأمن عكس الخوف، الأمن طمأنينة القلب وسكينته وراحته، والحياة لا تزدهر وتتطور من دون الأمن، فكيف يحلو العيش إذا انعدم الأمن، فمعه تنبسط الآمال وتطمئن النفوس، فإذا شاع الأمن تعددت أنشطة البشر وزاد عليهم رزق ربهم ويفتح عليهم أبوابه.
فلا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة رزق إذا فُقد الأمن، لذلك قدمت نعمة الأمن على نعمة الرزق في الآية الكريمة { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } سورة البقرة الآية 126
والأمن مطلب أكثر الناس بل هو مطلب العالم بأسره، فكيف يعيش المرء في حالة لا يؤمن فيها على نفسه، فلا تتحقق أهم مطالب الحياة إلا بتوافر الأمن.
ويعرف الامن في الإسلام، علي انه المعني الجامع لكل مفاهيم السلامة والطمأنينة الداخلية والخارجية، مع كفالة الحياة السعيدة للفرد و المجتمع، كما يعرف الأمن في الاسلام على أنه سلامة الإنسان النفسية والجسدية، وشعوره بالاطمئنان السكينة.
خطبة الجمعة| خطبة عن الامن والامان
نعمة الأمن والأمان هِبة مِن الله تعالى لعباده، ونعمة يغبط عليها كل من وهبها؛ ولا عجب في ذلك، قال تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافىً فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
ومن أجل استتباب الأمن في المجتمع جاءت الشريعة الإسلامية الغراء بالعقوبات الصارمة، والحدود القاطِعة في حق من يشوش على الناس أمنهم، ويعكر صفوهم، ويشغل بالهم، ويدخل الهم والغم والكرب والحزن إلى نفوسهم.
من هذا المنطلق غضب سيِدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلم غضبا شديدًا على من شفع في حد مظن حدود الله تعالى، روى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ قُرَيْشاً أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ».
ثم قام فاختطب، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».